يوم عرفة هو يوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو أهمُّ أركان الحج، وقد تعددت الروايات التي تتحدث عن سب تسمية عرفة بهذا الاسم، لكن الرواي
تين الأكثر تأكيداً هما؛ أن أبو البشر آدم التقا مع حواء وتعارفا بعد خروجهما من الجنة[56] في هذا المكان ولهذا سمي بعرفة،[57][58] والثانية
أن جبريل طاف بالنبي إبراهيم فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له: "أعرفت أعرفت؟" فيقول إبراهيم: "عرفت عرفت" ولهذا سميت عرف
ة.[59][60] تقع عرفة شرق مكة على الطريق الرابط بينها والطائف بنحو 22 كم، تبلغ مساحتها حوالي 10,4 كم²، تبعد عن منى حوالي
10 كم، وعن مزدلفة حوالي 6 كم. وعرفة عبارة عن سهل واسع مستو على شكل قوس كبير، تحيط الجبال بأطراف هذا القوس، ووتر
هذا القوس هو وادي عُرَنَة.[61] يحدها من الشمال الشرقي جبل سعد، ومن الشرق ج
بل أمغر، ومن الجنوب سلسلة جبيلة سوداء اللون، أما في الغرب والشمال الغربي فيوجد وادي عُرَنَة والطريق الرابط بين مكة والطائف.
مع شروق شمس يوم التاسع من ذي الحجة يخرج الحاج من منى متوجهاً إلى عرفة للوقوف بها،[62] والوقوف بعرفة يتحقق بوج
ود الحاج في أي جزء من أجزاء عرفة، سواء كان واقفاً أو راكباً أو مضطجعاً، لكن إذا لم يقف الحاج داخل حدود عرفة المحددة ف
ي هذا اليوم ففد بطل حجه،[63][64] يعد الوقوف بعرفة أهم ركن من أركان الحج وذلك لقول النبي محمد: "الحج عرفة فم
ن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه".[65] وقد وردت بعض الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل هذا اليوم
منها: ما رواه أبو هريرة عن النبي محمد أنه قال: "إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي
جاءوني شعثاً غبراً"،[66] وما روته عائشة عن النبي محمد أنه قال: " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدا من
النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو يتجلى، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم".[67]
منظر عام لمزدلفة.وقت الوقوف بعرفة هو من زوال شمس يوم عرفة إلى طلوع فجر اليوم التالي وهو أول أيام عيد الأضح
ى[68] ويصلي الحاج صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين،[69] ويستحب للحاج في يوم عرفة أن يك
ثر من الدعاء والتلبية وذلك لقول النبي محمد: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا
الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"،[70][71] يبقى الحجاج في عرفة حتى غروب
الشمس، فإذا غربت الشمس ينفر الحجاج من عرفة إلى مزدلفة للمبيت بها،[72] ويصلي بها الحاج صلاتي المغرب وال
عشاء جمع تأخير؛ بمعنى أن يؤخر صلاة المغرب حتى دخول وقت العشاء،[73] ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء والأ
ذكار، ويتزود الحاج بالحصى وعددها 70 حصاة[74] (فوق حجم الحمص وأقل من البندق)[74] وذلك لرمي ال
جمرات كلها، ثم يقضي ليلته في مزدلفة حتى يصلي الفجر، بعد ذلك يتوجه الحاج إلى مِنى لرمي جمرة العقبة الكبرى.